رواية أبواب الفصل السابع 7 بقلم هنا عادل
رواية أبواب الجزء السابع
رواية أبواب البارت السابع

رواية أبواب الحلقة السابعة
برق زين للجملة وسأل:
– يعني ايه؟ انا ابن الجن؟
مجاش رد، استمر زين فى تكرار السؤال بكل الطرق، لكن مفيش اجابة بتيجي، كان هيتجنن، ابتديت تظهر جُمل تانية على الصفحات، لكن ولا جُملة منهم بتقول معنى الجملة الاولى اللى كان مش قادر زين يستوعب حقيقتها، هل هي خاصة بيه هو كزين؟ ولا هي خاصة بقادوس اللى اسمع اتنسب لزين من وقت ما ابتدوا يظهروا فى حياته؟ طيب واشمعنى الاسم ده بالذات اللى قرروا انه يكون اسمه؟ كل دى اسئلة بيسألها زين، لكن مفيش رد بيترد عليه، ابديت تتكتب حاجات تانية وهي دي بس اللى هما شايفين انه محتاج يعرفها، فاتت الليلة وابتديت الايام تعدي وكل يوم يخلص على شوية رسايل بالنسبة لزين هو مش حاسس انها بترضي فضوله، بيحاول يكون طبيعي وهما كمان نفذوا رغبته فى انهم ميظهروش قدامه لما يكون مع ناس، كل الحاجات اللى بتحصل بقيت بتحصل معاه فى اوضته او وهو لواحده، حاجات مفيهاش جديد ولا اختلاف، لحد الليلة اللى قبل السابعة، فى الليلة دي وكان زين راجع من عند واحد زميله كان لسه متصاحب عليه من وقت قريب وعلاقتهم ببعض كويسة، بيته بعيد شوية عن بيت زين وعلشان كده بيعدي على طريق مقطوع شوية، فى الطريق وزين معاه عربية باباه شاف حاجة غريبة، فى طريق فاضي مفيش فيه غير عربيات بتعدي على اقصى سرعة..راجل كبير قاعد على الارض وقدامه اقفاص فاكهة…وفاكهة بتتباع مش فى اوانها، ركن زين على جنب بعد ما عدا من قصاد الراجل اللى قاعد فى مكان غريب زي ده، وقف يبص فى المرايا عليه وهو قاعد فى مكانه ثابت لكن رأسه لفت ناحية زين وباصص له فى المرايا هو كمان ومركز معاه من غير اي ريأكشن، حس زين بفضول خلاه يفتح باب العربية وينزل، وفعلا اتحرك ناحية الراجل اللى لسه باصص لزين ومركز معاه من غير اي حركة، ده حتى عنيه مكانتش بترمش، وقف زين قصاد الراجل اللي ملامحه كانت بتقول انه مش عربي…اتكلم زين بأستغراب:
– باين عليك مش من هنا، انت غريب عن مصر ولا ايه؟
مردش عليه الراجل وفضل باصص وساكت، اتكلم زين تاني:
– مش مصري وبتبيع فاكهة فى مكان مقطوع زي ده؟ غريبة يعني؟
مردش عليه الراجل للمرة التانية، هنا كرر زين الاسئلة اللي سألها لكن بلغة تانية غير العربي، كان معتمد على ان الراجل باين عليه انه مش عربي فوارد يكون مش بيفهم عربي كويس، لكن برضو هو فضل مش بيرد، كان هيسيبه زين ويمشى من قدامه وهو عمال يقول:
– كله بسببك يا بابا، انت السبب فى الغرابة اللى بشوفها هنا دي.
هنا اتكلم الراجل الغريب وكان زين سابه واتحرك من قدامه خطوتين، وقال بصوت تخين:
– دي اخر ليلة يا قادوس، لازم تجهز للطقوس.
وقف زين مكانه وحس انه حتى مش قادر يلف، لكن اتكلم الشخص ده مرة تانية وقال:
– ارجع اوضتك ونص الليل طفي الضوء كله، افتح كتاب مكتوب على الغلاف بتاعه…استقبال امراء الجن، ونفذ كل المطلوب، أحذر..احذر لسانك يذكر قسم..او لفظ جلالة، او تركع ياقادوس، هتأذي نفسك، اجهز وجهز وعائك.
كل ده اتقال وكان زين مش باصص ناحية الراجل اصلا، سكت الراجل ده وخلص كلامه، بتوتر وارتباك لف زين علشان يشوف مين الراجل الغريب ده؟ ويسأله:
– ليه مردتش عليا لما انت بتعرف تتكلم عربي؟
لكن اتفاجئ ان الراجل ده اختفى ومبقاش له اثر، بمنتهى السرعة جري زين على العربية وقفل العربية كلها عليه ورفع الازاز بتاعها كمان وساق بأقصى سرعة، وكان رغم تركيزه فى الطريق الا ان الراجل بتاع الفاكهة ده بقى بيظهرله على طول الطريق وقدام العربية اللى ماشية بأقصى سرعة وهو قاعد بقفص الفاكهة بتاعته لكن…لكن طيف مش حقيقي، ولأكتر من مرة توتر زين من انه يكون حقيقي يفرمل مرة واحدة خوفا من انه يصدمه..لكن يكتشفه انه مش موجود وانه مجرد طيف…او يمكن زين بيتوهم انه شايفه قدامه اصلا، رجع زين على البيت وهو حاسس ان الطريق اللى كان بياخد فيه نص ساعة سواقة..الليلة دي زاد الوقت فيه اكتر من ساعة رغم ان مفيش تغيير، هي هي المسافة، وهو هو نفس الطريق، لكن زيادة الوقت ده جت منين؟؟! كان زين مش عارف السبب، استقبلته زينة وقالت:
– العشا جاهز يا زين، اطلع غير هدومك وتعالى علشان تاكل معانا.
بص زين لأمه ومردش عليها، كل اللى عمله انه هز رأسه بالموافقة، وفعلا طلع اوضته غير هدومه وبص فى الساعة اللى كانت لسه مجاتش 11 بليل، نزل تاني وقعد معاهم على السفرة زي كل يوم واتعشوا سوا، كلهم بيتكلموا وزين فى دنيا تانية، حاولوا يفتحوا معاه كلام لكن رد بأختصار:
– انا اسف، كان عندي مذاكرة كتير النهاردة، انا هطلع انام.
طلع زين على اوضته، اتكلم فهيم وقال:
– مش فاهم ماله زين؟ حاله متغير ومش على طبيعته خالص!
زينة:
– قولتلك من البداية احنا ظلمناه برجوعنا هنا.
فهيم:
– يخلص الثانوية ويرجع يكمل دراسته هناك، خلاص مش هضغط عليه اكتر من كده.
زينة ابتسمت:
– شكرا يا فهيم، شكرا انك مش اناني.
فهيم:
– مصلحته اهم من اي حاجة يا زينة، اه انا كنت حابب انه يكبر هنا بعد ما قدرت اعملهم مستقبل يعتمدوا عليه بدل ما يبدأ من الصفر، لكن مدام هو مش مرتاح يبقى هسيبه يعمل اللى يخليه مرتاح وفى مصلحته.
كان ده الكلام بين زينة وفهيم ومكانش زين يعرف عنه حاجة، دخل اوضته قفل عليه الباب وراح ناحية المكتبة يدور على الكتاب اللى بتاع الفاكهة قال عليه، فعلا بعد كام كتاب دور زين بينهم شاف الاسم، غلاف اخضر محاط باللون الذهبي، اسم الكتاب مكتوب بالكوفي باللون الذهبي والتشكيل بالأخضر البارز، رغم ان اللون طبيعي، الا ان خامة غلاف الكتاب كانت تشبه الجلد وتشبه القطيفة لكن مش حاجة منهم، ملمس الغلاف كأنه فيه بروز خشنة رغم انه يبان عليه نعومة الملمس، حس زين بقشعرة فى جسمه لما مشى بأيديه على غلاف الكتاب وعلى اسمه وحس بملمس خشن تحت ايديه، شال ايديه وفتح اول صفحة، وكانت اول حاجة مكتوبة:
– ستقرأ عليك من مخلوقات غيبية….تراك ولا تراها، قلمك بيدك.
وفعلا قام زين من مكانه مسك قلم وقلب اول صفحة وابتدا يكتب…مكانش بيفكر يكتب ايه ولا ليه بيكتب اصلا، لكن تقريبا كان بيكتب اللى بيطلبوا منه انه يكتبه، وابتدا بأول جملة:
– ستقوم بتنفيذ طقوسك فى عزلة، لا تحاط ببشر.
ركز فى الجملة وقرأها بصوت مسموع وكأنه مش هو اللى كاتبها، من غير ارادة نزل بأيديه على السطر التاني يكتب جملة جديدة:
– ستقرأ ما يُكتب بصوت عالِ.
وفعلا من غير تفكير هو من البداية بيقرأ بصوت عالي، وللمرة التالتة نزل بالقلم على السطر التالت وكتب:
– احذر، لا تقرأ سوى فى الظلام، مع طلب اتمام الطقوس ستقرأ فى ظلام حالك، لا تقلق فسترى كل ما تحتاج الى ان تراه، وقبل سطوع الشمس تصمت ولا تكرر ما قرأته.
وفجأة ابتدا يرسم زين جدول هو نفسه مش عارف ايه اللى بيرسمه ده، لكن رسمه وابتدا يقسم الجدول لخانات بالطول والعرض، وفى اول صف بالطول ابتدا يكتب زين اسماء بالترتيب تحت بعض فى كل مربع:
– حارس
– لوسيفر
– قُزح
– غضب
– قفر
– طارش
– شمهورش
وابتدا قصاد كل اسم فى كل مربع يكتب حروف وارقام ورموز هو مش فاهمها، مجرد حاجات بيسمعها وابتدا ينفذها من غير تفكير، كل اللى بيعمله انه بيقرأ اللى بيكتبه بصوت عالي، مكانش عارف انه باللي بيعمله ده هو بيجهز استدعائهم، كان حاسس انه مُغيب، بينفذ اوامر مش اكتر، استمر على الحال ده ساعة تقريبا، وفجأة الكهربا قطعت مع اخر جملة كتبها وكانت غريبة:
– لتقم بغرس السلاح بداخل قلبك، فى الظلام وانت مبتسم وتردد
– (لقد وهبتكم جسدي وروحي، فلتسيطروا كما ترغبون).
رسم دوائر كتير فيها رموز وحروف وارقام مكانش عارف فايدتهم، رسم جداول وكتب اسماء وارقام، كتب جُمل، ردد وقرأ كل اللى كتبه وفجأة الكهربا كلها انطفيت، ومع قطع الكهربا برزت الحروف كلها وكأنها بتنور بلون النار، وفى صفحة جديدة فاضية بورق اصفر قديم ابتدا يترسم خنجر..خنجر غريب منقوش بحروف وارقام زي اللى كاتبها تقريبا فى الجدول، الغريب فى الخنجر ده ان حتى الحواف بتاعته منقوش عليها حروف، كان مركز زين فى الصورة اللى اتكونت قدامه ومندهش بشكل الخنجر اللى ابتدا يظهر ببروز فى الصفحة لحد ما بقى مش مجرد رسمة واتحول لسلاح ملموس قدام عنيه وبين ايديه، ومن غير تفكير ورفع زين الخنجر ده وهو حاسس برعشة فى جسمه وملمس الحروف كله فى ايديه وهو ماسك الخنجر وابتدا يقرأ كل اللى كتبه بصوت مسموع…وكأن عقله غاب عنه وبتصرف غير متوقع منه غرس الخنجر فى قلبه….لكن…لكن منزفش، مماتش، متألمش، الموقف كان غريب جدا، اغرب من كل اللى فات، كشف زين عن جسمه وبقى صدره ظاهر، مكان الطعنة اللى طعنها لنفسه واضح، الخنجر مغروس فى جسمه لكن اللى نتج عنها مش دم…دى كانت شعيرات من النار بتظهر جوة جسمه، كأن العروق اتحولت لخيوط من النار وعملت فروع متشابكة مع بعضها وبتنتشر فى جسمه كله، ابتديت تظهر اكتر، وتزيد، والنار او لون النار اللى بيزيد جوة جسم زين بيوصل لكل مكان فى جسمه لحد ما حس زين اخيرا بألم اللي بيحصل وصرخ…صرخ صرخة قوية من اقوى الصرخات اللى ممكن تكون خرجت من انسان فى الدنيا، لكن كان لسه واقف على رجليه…جسمه بيتنفض ويترج زي اللى بيتعرض لصعقات كهربا، لكن من اقوى الصعقات، وشه ابتدا يتحول للأزرق لحد ما الشعيرات دى وصلت انه برزت فى عيونه كمان واتحول بؤبؤ عنيه لجمرة نار…وفجأة النار قادت فى الاوضة كلها وصرخات غريبة خارجة من زين، كأنه بقى مش لواحده، وجواه مليون صوت مش صوت واحد، اصوات كتير مختلفة عن بعضها، بتصرخ وبتهمس وهو لسه جسمه بيرتجف وبيترج بقوة جدا، وعلى الحال ده والنار فى الاوضة قايدة محدش حاسس بيها وكأنها مش مسموح لها حد يشوفها ولا يحس بيها ولا يتألم منها غير زين لأكتر من ربع ساعة تقريبا، وبعد الوقت ده من تعذيب جسم زين اترمي على السرير وغاب عن الوعي، مفتحش عنيه غير على خبطة قوية فى دماغه علشان يكتشف انه مش على السرير ومرفوع فى الهوا بين السقف والسرير، برق عنيه اتكلم بصوت غريب وقال:
– اهلا بينا فى جسم بني البشر، انت اضعف من انك تكون وعاء لأمراء الجن.
ووقع زين مرة واحدة على سريره وكأنه اترمى بالقصد، قام من مكانه نزل من على السرير، هو حاسس انه بيتحرك، لكن مش احساس صريح وواضح، كان حاسس بتنميل فى جسمه..استغرب نفسه شوية وهو بيحاول يفتكر اللى حصل، لكن حس بشفايفه بتتحرك وصوت تخين خارج منه بيقول:
– انت بتتحرك مكان ما هنحركك، احساسك هيكون بعيد، هتتخيل انك مش بتتحرك ولا بتتكلم، لكن ده علشان احنا اللى مسيطرين على جسمك، ده كان طلبك.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبواب)