رواية أبواب الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل
رواية أبواب الجزء الرابع
رواية أبواب البارت الرابع

رواية أبواب الحلقة الرابعة
صرخ زين من الرعب، لكن اكتشف انه كان بيحلم وفتح عنيه وقام مرعوب بيبص حواليه علشان يلاقي كل حاجة زي ما هي وباباه واقف جنبه مستغرب رد الفعل ده وعلشان كده قال فهيم:
– مالك يازين في ايه؟ انا كنت بصحيك تفطر معانا.
زين بياخد نفسه بصعوبة وبيستوعب انه كان فى كابوس مش حقيقة ورد قال لأبوه:
– كابوس، كابوس صعب يا بابا.
فهيم:
– متخافش طيب، مفيش حاجة تستدعي الرعب ده كله، قوم كده خد دش وانت تفوق، حلم وراح لحاله.
فعلا قام زين من مكانه ودخل ياخد دش وهو مش قادر يستوعب ايه اللى بيحصل فيه، ابتدا اليوم وخرج من الاوضة وراح فطر مع اهله وخرج فهيم لشغله وابتديت زينة تنشغل فى البيت واحتياجاته، هي طبعا مش بتعمل شغل البيت بنفسها، هي معاها اللي بتساعدها فى البيت، لكن زينة بتحب تكون متابعة كل حاجة بتحصل في بيتها بنفسها وخاصة فى المطبخ، عندها وسواس نضافة، كان يزن فى الجنينة بيلعب، وكان زين فى اوضته بيحاول يدور على تفسير فى اي كتاب للي بيحصل فيه ده، لكن للأسف مقدرش يوصل لحاجة، وعلشان كده قرر يتصل بأبوه:
– بابا، لو سمحت انا عايز اقابل ابيه جاد.
فهيم بأستغراب:
– ليه يا زين؟ في حاجة ولا ايه؟
زين:
– لاء مش حاجة مهمة يعني للدرجة، لكن عنده كتب محتاج استعير منها، لأني دورت عليها وملقيتهاش.
فهيم:
– طيب، هبقى اتصل بيه وابلغه، قولي ايه اسماء الكتب؟
زين:
– لاء انا هطلبهم منه، ممكن حضرتك تديني رقم تليفونه؟
فهيم:
– ماشي، انا مستغربك شوية، بس تمام مفيش مشكلة.
فعلا اخد زين رقم التليفون وقفل مع باباه بسرعة الخط، اتصل بالرقم وبعد اكتر من اتصال اخيرا رد على التليفون واول ما رد قال:
– اهلا يازين، كنت متوقع انك تيجي مش تتصل.
زين بسرعة:
– هو ايه اللى بيحصل معايا؟ انا مش طبيعي من وقت ما كنت مع حضرتك؟
جاد بيضحك:
– متقلقش، هتتعود، انت اصلح حد تم اختياره، وعلشان كده هتتعود واحنا عارفين ده كويس.
زين بصوت واطي علشان مامته متسمعهوش:
– تم اختياري لأيه بالظبط؟ ومين دول اللى اختاروني؟ وعارفين منين اني هتعود؟ وعلى ايه؟ انا بشوف كوابيس غريبة.
جاد:
– هههههه، متخافش يا زين، انت هتتعرف على اساميهم فى البداية، وبالتدريج هتبدأ تشوفهم.
زين بضيق وانفعال:
– هما مين؟ انت عملت فيا ايه؟ انا اول مرة ابقى فى الحالة دي!
جاد:
– الكلام فى التليفون مش هينفع، تقدر تيجي عندي البيت.
زين سكت للحظة وحس بقلق من انه يروح البيت وعلشان كده قال:
– لاء، بيت لاء، انا..انا..احنا ممكن نتقابل فى اي مكان برة.
رد جاد وقال:
– خلاص ماشي يا زين، هسيبك على راحتك فى البداية بس، فيه قهوة فى وسط البلد هقولك عنوانها بالظبط ونتقابل فيها.
وفعلا بعد ما اتفقوا على الميعاد والمكان قفلوا الخط، كان زين مش عارف ايه اللى اتحط فيه مع جاد؟ ولا فاهم الكابوس اللى شافه معناه ايه؟ كل اللى حاسس بيه ومتأكد كمان منه هو انه خايف، قلقان، حاسس انه مش على طبيعته، وعلشان كده كان قاعد فى اوضته باصص للساعة ومستني الميعاد يقرب علشان يقوم يجهز ويروح يقابل جاد، بس الانتظار ممل، والوقت تقيل، وزين مستعجل، وعلشان كده قام يجهز، وفجأة قطعت الكهربا، خاف زين على غير عادته من انقطاع الكهربا، وقف فى مكانه وهو كان قدام المرايا علشان كان بيظبط هدومه، مكانش قادر يتحرك وهو حاسس بهوا دخل اوضته فجأة رغم ان البلكونة اللى في الاوضة مقفولة، لكن كان المرعب بالنسباله اكتر من قطع الكهربا هو الخط اللى ابتدا يظهر باللون الأحمر على المرايا وكأنه بيبرق وبيكسر العتمة اللى محاوطة زين وابتدا اسم جديد يتكون على المرايا باللون الاحمر واتكتب:
– لوسيفر.
ردد زين الاسم وقال بصوت مسموع ورعب:
– حارس…لوسيفر! فى ايه؟ ايه الكلام ده؟ بيظهرلي ليه بالشكل ده؟ انا صاحي مش نايم! يعني ده مش كابوس.
اختفى الاسم ورجعت الكهربا من تاني، وحس بقبضة قلب وخوف بيزيد جواه وهو بيقول:
– اكيد دي مش اسماء عفاريت يعني! انا عارف انهم موجودين، لكن مش لدرجة اني اتعامل معاهم.
من غير ما يكمل اللى كان بيعمله، جرى يخرج من اوضته وراح على مامته وقال لها وهي مشغولة فى وقفتها مع المساعدة بتاعتها بيجهزوا الغدا:
– ماما، انا خارج.
زينة:
– خارج؟ رايح فين يا حبيبي؟
زين:
– هقابل ابيه جاد، عنده مجموعة كتب عندي فضول جدا اني اقرأها.
زينة بأستغراب:
– ادب انجليزي برضو؟ هو انت فيه كتب مش عندك؟
زين:
– لاء يا ماما، كتب عربي، يلا بقى علشان متأخرش عليه، عيب ده اكبر مني مينفعش يستناني.
زينة:
– ماشي يا حبيبي، متتأخرش، المهم انت النهاردة كويس يعني؟ احسن من امبارح؟
زين بأبتسامة كدابة:
– اه انا كويس، متقلقيش عليا، كنت مرهق بس.
ابتسمت زينة ورجعت ركزت تاني فى اللى كانت متابعاه، وخرج زين راح على المكان اللى متفق عليه مع جاد، كان وصل قبل الميعاد بشوية وقت، لكن القلق اللى عايش فيه واللى بيحصل معاه حسسه انه يخرج من البيت ويخلص من كل اللى حواليه ده افضل من انه يفضل قاعد مستني الميعاد ييجي، وفعلا استنى واستنى واستنى واتأخر جاد، وزين رغم تأخير جاد عليه الا انه مقتنع انه مش هيمشي غير لما يقابل جاد، وبعد وقت وتأخير كتير وصل جاد وعلى وشه ابتسامة مستفزة، شافه زين داخل القهوة وبيقرب منه وعلى وشه الابتسامة المستفزة دي، قام زين من مكانه احتراما لجاد وسنه بالنسبة لزين، قعد جاد وهو بيقول:
– معلش يا زين، نمت شوية بس راحت عليا نومة، اتأخرت عليك انا عارف.
زين:
– مفيش مشكلة، اسف اني نزلت حضرتك من البيت.
جاد:
– اهو تغيير، انا قليل لما بطلع من البيت، الغريب اني نازل اقعد على القهوة مع عيل فى سن احفادي.
قالها جاد وضحك، اتضايق زين ورد بأدب وقال:
– بس انا مش عيل يا ابيه.
جاد ضحك وقال:
– وانا مش ابيه، انا الحاج جاد، تعرف تقول يا حاج؟ يا تقول حاج واقول عليك زين، يا تقول ابيه واقول عليك عيل.
زين حاسس بغيظ من اسلوب جاد، لكن رد بأدب من تاني وقال:
– انا هقول لحضرتك اللي يعجبك، لكن هي مش مساومة، انا قولت ابيه..اونكل، عمو، حاج… فى كل الاحوال انا مش عيل، اتفقنا يا حاج جاد.
ضحك جاد وقال:
– عرفت ليه اختاروك بقى؟….
قبل ما يكمل جاد، رد زين بضيق وانفعال:
– ايووووة… مين بقى اللى اختاروني دول؟ واختاروني لأيه؟ وايه اللى بيحصل معايا؟
جاد:
– مستعجل انت يا زين؟
زين:
– من فضلك فهمني، مش مهم اللى يحصل، لكن المهم اني افهم، ومدام فهمت وعرفت…فأنا بكون مستعد ومتقبل اي حاجة.
جاد رجع بضهره على الكرسي واخد نفسه وابتديت ابتسامة الاستفزاز تختفي وظهرت على ملامحه جدية وقال:
– تمام، وعلشان كده انت الأنسب، انا خلاص كبرت زيادة عن اللزوم، ومش هيختاروا حد من العيلة يكون كبير فى السن، هما عايزين حد فى سنك كده، لكن يكون عنيد، واثق، مختلف، ومميز كمان، علشان دي صفات مش كتير هتلاقيها موجودة فى شخص واحد…..
قاطعه زين من تاني:
– ايووووة برضو فهمني انسب لأيه؟ ومين اللى اختاروا؟
جاد قرب وانحنى على الترابيزة علشان لما يتكلم بهمس وصوت واطي يقدر زين يسمعه، قرب زين كمان من جاد علشان فضوله حركه، اتكلم جاد بهمس ونظرات جادة جدا وقال:
– الحُراس.
زين بنفس طبقة صوت جاد:
– حُراس مين؟ وليه صوتك واطي؟
جاد:
– علشان ده كلام مينفعش يتقال بصوت عالي، ولا ينفع حد يعرف عنه حاجة، لكن انت لازم تفهم ولو جزء، علشان تقدر تتعامل مع اللى جاي.
زين بفضول:
– طيب فهمني.
جاد:
– حُراس من الجن يا زين، مش انت متأكد انهم موجودين؟
اتوتر للحظات ورجع زين رد وقال:
– ايوة عارف انهم موجودين، بس انا مالي بيهم؟
جاد:
– مش كل حاكم لازم يبقى له وريث؟
زين:
– مش فاهم!
جاد:
– يعني كل الملك مثلا لما يكبر وتنتهى مدة الحُكم بتاعته…بيدوروا على الوريث للحُكم بتاعه من بعده، وانت بقى وريثي.
الكلام كان غريب، ورغم ثقافة زين، الا انه مكانش فاهم حاجة، وده حس بيه جاد وعلشان كده بصوت واطي كمل كلامه وقال:
– انا فى سنك كنت بنفس طريقة تفكيرك كده يا زين، والجن لما بيحبوا يتواصلوا مع عالم البشر بيكونوا محتاجين اشخاص معينة، الضعيف الجبان السلبي…بيتأذي بس، لكن اللى زينا هما المُفضلين بالنسبالهم، بيقدروا من خلالنا يظهروا قوتهم اللى بنسمع عنها بس من غير ما نتأكد هي حقيقة ولا لاء؟
زين:
– هنفضل نتكلم كتير كلام مُبهم؟
جاد:
– سلالة اسرتنا من الجذور لهم علاقة بعالم الجن وعالم السحر، وكل مرحلة لازم بيكون فيه وسيط بين عالمنا وعالمهم، وفى المرحلة دي انت اللى اختاروك، ولازم تقبل وجودهم معاك وتنفذ اوامرهم، ولو كنت مطيع…هتعيش مرتاح حياتك كلها، لكن لو عاندتهم زي ما بتعاند كل اللى حواليك….هتندم.
زين مصدوم ومبرق:
– عالم الجن والسحر؟! وسيط؟! يعني حضرتك عايز تقنعني بأني انا هتعامل مع الجن؟
جاد:
– ومع اقوى عشائرهم كمان، اوعى تستخف بيهم ولا بوجودهم يا زين، نفذ اوامرهم، واتمنى انك تتخطى كل اختباراتهم لخوفك الفترة الجاية، مش هكون موجودة علشان تستعين بيا، لكن حاول تتمالك اعصابك، لو حسوا انك ضعيف وجبان هيخلصوا منك بسهولة لأنك عرفت بحقيقة وجودهم معانا، لكن لو اثبت نفسك…كل حاجة هتتغير.
زين كان لسة فى حالة صدمة، سند ضهره على الكرسي، كان شايف جاد التوتر اللى على وش زين، لكن حالة الشرود اللى كان فيها زين سمحت لجاد انه يقوم من مكانه من غير ما يتكلم كلمة تانية، لدرجة انه خرج من القهوة كلها ومشي ولسة زين فى حالة الذهول اللى هو فيها، ورغم انه شايف جاد وهو بيمشي الا انه حاسس انه مش فى الدنيا وانه فى عالم تاني والوضع ده استمر تقريبا عشر دقايق لحد ما جه القهوجي وقال لزين:
– الحساب يا استاذ.
كان مش سامعه زين، لكن القهوجي كررها تاني:
– الحساب يا استاذ؟ انت نايم ولا ايه؟
التفت زين للقهوجي بأستغراب ورد عليه بعدم وعي وقال:
– ها…حضرتك بتكلمني؟ فى ايه؟
القهوجي بأستهزاء:
– ههههه الحب وبهدلته بقى، اه ياسيدي بكلمك، عايز الحساب.
بص زين حواليه وهو مش لاقي جاد، كان مش عارف هو راح فين؟ لكن طلع الفلوس وحاسب القهوجي وقام اتحرك ومشي،؟ كان ماشي سرحان مش عارف اللي جاد قاله ده حقيقي ولا لاء؟ ومش عارف حتى جاد مشي امتى ولا ازاي؟ كل اللى عارفه انه داخل على مرحلة هو مش مستعد لها، وفضل ماشي كتير لحد ما رجع على البيت وطلع اوضته من غير ما يتكلم مع اي حد…لكن اللى شافه فى اوضته كان اغرب من انه يتصدق، مجرد ما الباب اتقفل وولع زين نور اوضته، شاف قدامه سرير من الحديد واقف على اربع رجلين طوال..وفوق السرير ده نايم راجل مش قادر زين يحدد تفاصيله، قرب زين من السرير اللى فى نص اوضته بخوف وتوتر ورجفة فى جسمه ووقف جنب السرير مبرق عنيه وهو شايف ان اللى نايم على السرير ده جاد…من غير هدوم خالص، وميت…وكأنه بيجهز للغُسل…وصرخ زين لكن للأسف اللى حصل المرة دي مكانش انه يفوق من كابوس ولا انه يلاقي ابوه واقف جنبه، لكن اللى حصل كان…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبواب)