رواية أبواب الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل
رواية أبواب الجزء الخامس
رواية أبواب البارت الخامس

رواية أبواب الحلقة الخامسة
المشهد اللى واقف قدامه زين كان اصعب من انه يتخيله، بقى واقف مكانه بيتنفس بصعوبة من شدة الصرخات اللى صرخها ومحدش حاسس بيه ولا سامعه، ثابت فى مكانه وكأن رجليه رافضة تتحرك، شايف جثة مرمية على سرير حديد قصاد عنيه فى اوضته بينه وبينها خطوات مش امتار ومش قادر يهرب من المنظر او انه حتى يستوعب اللى شايفه، وعلشان المشهد يكمل قدام عنيه والرعب يتخطى كل الحدود جواه، ظهر جنب السرير شخص غريب، كان اول مرة زين يشوف الشخص ده، لكن هو هيبقى الراجل بس اللى غريب؟ ده شكله مريب جدا، وطويل بدرجة غريبة، وبغض النظر عن كل الغرابة دي، الا انه برضو مين ده علشان يكون موجود فى اوضة زين؟ طيب جاد وارد وجوده يكون بسبب تفكير زين بشكل مستمر فيه، اه طبعا مش مبرر يخليه يشوفه فى اوضته بالشكل ده، بس ده حتى لو طلعنا مبرر لوجود جاد وقولنا تخيل، لكن بالنسبة للشخص ده؟! ياترى يبقى مين؟ التفت الشخص اللى كان واقف جنب السرير وباصص لجاد اللى ثابت فى مكانه ومغمض عنيه وفجأة التفت وبص ناحية زين اللى اترعب واتخض من نظرته الغريبة دي، تجاهل الشخص ده خوف زين واتحرك فى الاوضة وكأنها بتاعته او كأنه عارفها ومتعود عليها، راح ناحية الدولاب بتاع زين وفتح الدولاب ووطى وكأنه كان بيدور على حاجة فى ارضية الدولاب، وفى نفس الوقت اتخطف قلب زين لما شاف جاد بيقوم من نومته دي وبيقعد على السرير الحديد، وشه ازرق، بيتحرك وكأنه انسان الي، حس زين انه عايز يرجع يصرخ من تاني، لكن صوته مش طالع، رجليه مش مطوعاه انه يخرج من الاوضة، مشغول الشخص ده ولسه بيدور على اللى هو عايزه، لكن جاد قام ونزل من على السرير، المنظر مرعب، غريب، مخيف لأقصى درجة، اتحرك جاد بخطوات بطيئة ناحية زين اللى كان صوت قلبه مسموع وكأنه صوت طبلة، وقف جاد قصاد زين وجسمه منحني ونظرته لزين غريبة، كان بيرتجف زين لكن جاد اتكلم وقال:
– كده انا نفذت اخر طلب.
وفى اقل من لحظة اختفى جاد من المكان كله، رجل زين بترتعش، وفي اللحظة دي وقف الشخص بعد ما لقى اللي كان بيدور عليه، بص ناحية زين اللى واقف فى حالة صدمة ورفع ايديه قدام زين من عند الدولاب وهو ماسك…كفن ابيض، واتكلم وقال بصوت واطي ومريب:
– ده دورك يا قادوس.
وفى نفس اللحظة اختفى الشخص ده، وقع منه الكفن على الارض، لكن واقف زين فى مكانه دموعه نازلة وصوته محبوس وحركة رجليه مش مساعداه، الموقف كله كأنه مشهد اتصور قدام عنيه وفجأة المخرج قال:
– فركش.
وهنا ابتدوا كل واحد فى اللوكيشن يجمع المعدات اللى موجودة، الدولاب مقفول زي ما كان، السرير الحديد مالهوش اثر، حتى جرد المياه البلاستيك اللى كان تحت رجل السرير من عند رأس جاد…مبقاش له اثر، ورغم ان كل ده كأنه محصلش الا ان الكفن هو الحاجة الوحيدة اللى موجودة فى الارض قدام عيون زين، فضل على الحال ده اكتر من عشر دقايق، مش حاسس بالوقت ولا حاسس بالزمن، كل اللى حاسس بيه انه خايف، ميعرفش زين ايه اللى حصل بالظبط خلاه يبقى قاعد على سريره وماسك فى ايديه الكفن الابيض، بص للي فى ايديه وفى النهاية صوته كان لازم يخرج، لكن كان مبحوح وهادي وقال لنفسه:
– طيب ايه المطلوب مني وانا اعمله؟ انا مبحبش حد يلعب بأعصابي، انا ايه علاقتي بكل اللى بيحصل ده؟
كان بيتكلم بصوت هادي لكن الخوف باين فيه، مستني حد يجاوبه، لكن مفيش اجابة، مفيش رد، اتكلم زين تاني وقال:
– مش الطبيعي بتاعي اني اخاف، انا عايز افهم، ولما افهم هقدر اقبل كل اللى بيحصل، لكن الشد والجذب ده انا مبحبش اتعامل معاه، فهموني ووضحولي ايه المطلوب مني، انا قد اي حاجة، واقدر اكون فى اي مكان واي موقف يتطلب مني اكون فيه.
برضو مفيش رد، محدش بيجاوب، لكن باللون الاحمر اتكتب على حيطان الاوضة:
– هتكون انت الوسيط، لكن…استعد لأستقبال السبعة.
قرأ زين الكلام اللى على الحيط وكرره اكتر من مرة، مركز مع الكلام ومستغرب:
– وسيط؟! ماشي، يعني هبقى حلقة وصل بينكم وبين حاجة تانية اكيد هتفهموني ايه هي!! لكن اللى عايز اعرفه بقى..ايه استعد لأستقبال السبعة دي؟ مين السبعة اصلا؟ واستقبلهم فين؟
اتمسحت الجملة اللى على الحيط واتكتب جملة تانية غيرها زودت استغراب وصدمات زين:
– فى جسدك…رفقاء لروحك.
برق زين للجملة، اتكلم وقال بنفس الصوت وهو متأكد ان فيه حد معاه فى الاوضة سامعه وبيرد عليه من غير صوت ومكتفي بالكتابة بس:
– يعني ايه جسدي؟ هما مين دول رفقاء الروح؟ استقبلهم فى جسدي ازاي؟
اتمسحت الجملة واتكتب من تاني اجابة لسؤاله:
– السبع امراء، هيكونوا شركاء ليك فى نفس الجسد، روحك مرافقة ليهم جواك.
لسه هيستفسر زين من تاني، لكن اتمسحت الجملة واتكتب جملة جديد منعته من انه يسأل:
– مش مسموح اكتر من كده، هتعرف كل حاجة فى وقتها، لكن فى النهاية اسمك قادوس.
فهم زين انه ميسألش تاني، لكن بقى يكلم نفسه بعد ما الكتابة اختفيت من على الحيط:
– قادوس ايه؟ امراء ايه اللى استقبلهم؟ اعمل ايه يعني؟ واستقبلهم فى جسمي ازاي؟ هو ايه اللى جابني هنا؟ انا كنت مرتاح هناك، من يوم ما رجعت هنا وانا تايه.
كلامه مع نفسه كتير، اللى بيحصل معاه رغم مدى اطلاعه الا انه اكبر من انه يستوعبه ويتحمله، رغم قوة شخصيته وثقته الا ان الرعب والخوف مفيش انسان كبير عليهم، فضل على الحال ده لحد ما نام على سريره بنفس الهدوم اللى كان بيها برة البيت، ومش عارف فات وقت قد ايه نايم، لكن فتح عنيه على صوت زينة وهي بتقوله:
– قوم يا زين، قوم يا حبيبي بابا عايزك معاه فى مشوار.
فتح زين عنيه بتعب، شال من عليه الغطا، استغربت زينة وقالت:
– انت نايم بالهدوم اللى كنت بيها برة يا زين؟ انت تعبان ولا ايه يا حبيبي؟
زين بيبص لهدومه وعنيه وارمة من كُتر النوم، رد على زينة وقال:
– محسيتش بنفسي، نمت وانا مستني السخان يتملى.
زينة:
– يا روحي، خلاص هخلي بابا يجيبلك فى اوضتك سخان غاز افضل من الكهربا اللى بيفضى ده، يلا بقى قوم علشان تلحقوا تروحوا المشوار اللى عايزك معاه فيه.
زين قام من مكانه واتحرك ناحية الحمام وهو بيقول لزينة:
– مشوار ايه ده يا ماما؟
زينة بحزن:
– حالة وفاة فى العيلة عند باباك، وانت دلوقتي مش صغي…
زين بتوتر:
– وفاة؟ مين يا ماما اللى اتوفى؟
زينة:
– استاذ جاد قريب بابا، اللى انت كنت بتسأل على الكتب الل….
قاطعها زين بخوف وهو بيبص على مكان السرير اللى كان نايم عليه جاد فى اوضته وقال:
– مات؟ فين؟ امتى؟ ازاي؟
زينة:
– مش عارفة تفاصيل يا زين صدقني، بابا بقى يقولك، غريبة اول مرة اشوفك تتخض على حد بالشكل ده!
زين:
– هاخد دش واغير هدومي وانزل بسرعة.
فعلا خرجت زينة من اوضة ابنها، ودخل زين اخد الدش بتاعه وغير هدومه وفى دماغه مليون حاجة، نزل من اوضته دخل الريسيبشن لباباه اللى كان قاعد بيتفرج على التليفزيون وجاهز للخروج، اتكلم زين:
– مساء الخير يا بابا، هو اتوفى ازاي؟
فهيم:
– مساء النور يا زين, لسه مش عارف يا حبيبي، اتصل بيا عمك محيي وبلغني بأنه اتوفى، لازم نكون موجودين، كده كده هيتدفن بكرة مش النهاردة.
زين بتوتر:
– طيب ليه يستنى لبكرة ميت فى البيت؟ ما يتدفن النهاردة.
فهيم:
– الدفن بيكون لحد العصر، عندنا هنا مش بنحب ندفن بليل.
كان لسه هيسأل لكن فهيم قال:
– كفايا اسئلة بقى يا زين، خلينا نروح للناس، انا مستنيك من بدري.
فعلا خرجوا فهيم وزين، بالنسبة لفهيم ابنه زين راجل ومينفعش يبقى فيه اي مناسبة وابنه مش موجود فيها، دى عادات بالنسبالهم مش بيتنازلوا عنها، راجل ولازم يكون مع ابوه فى اي مكان يستدعي وجودهم…ووصلوا لبيت جاد، ناس كتير، زحمة، ناس من العيلة وناس غريبة ميعرفهاش زين ولا شافهم قبل كده، مراسم العزا بتحضر من بليل، بينصبوا الصوان، كراسي كتير فى كل مكان، سماعات كبيرة وقرأن شغال، قرب زين وفهيم من باب البيت اللى كان قدامه جنينة كبيرة بيجهز فيها كل حاجة خاصة بالعزا، ابتدا فهيم يعزي اللى واقفين من العيلة فى استقبال المعزيين، وقلد زين اللى فهيم عمله بالظبط بنفس الجُمل اللى قالها ابوه برضو، ودخلوا البيت وقعدوا مع الناس اللى قاعدة، لسة هيتكلم فهيم، لكن سبقه زين على غير العادة:
– اتوفى ازاي؟ وامتى؟
رد عليه ابراهيم واحد من اولاد جاد وقال:
– اتوفى الساعة 8، كان قاعد فى الجنينة برة وبقاله فترة مكانش خرج من باب البيت للجنينة، رجع دخل اوضته وقفل عليه، الساعة 9 دخلت اختي عليه علشان تديله الدوا بتاعه لقيته نايم فى سريره ومتوفي.
زين مصدوم، بيتكلم ويقول:
– لسه…لسه كنا مع بعض، كنا قاعدين سوا…
بص ابراهيم لأخوه كارم وسأله:
– مقولتليش يعني انه كان قاعد مع حد قبل ما يرجع اوضته.
كارم باستغراب:
– علشان محدش جاله اصلا علشان اقولك يا ابراهيم.
بص كارم لزين وسأله:
– كنت قاعد معاه امتى؟
استغرب زين استغرابهم، لكن زود ابراهيم الذهول وقال:
– اصل محدش بيتجمع فى البيت هنا الا لو فيه داعي، غير كده محدش بييجي، وبابا برضو مبيخرجش برة البيت اصلا، مبيقدرش يتحرك لواحده كتير.
اتفاجئ زين وسأل:
– يعني هو خرج للجنينة بس؟ يعني مبيروحش القهوة مثلا…
قاطعه ابراهيم بحزن وقال:
– لاء طبعا…بابا مستحيل يخرج لواحده يقعد فى مكان، بينسى مكان البيت ومبيعرفش يرجع، علشان كده اتعود على اوضته وعلى البيت..
فى اللحظة دي زين كان مصدوم من اللى بيتقال، بيسأل نفسه:
– اومال انا كنت قاعد معاه ازاي؟ اومال انا كنت متكلم مع مين؟ يعني انا مجنون؟
فى اللحظة دي سمع زين صوت بينادي بأسمه:
– زين.
بص زين ناحية الصوت، واتصدم لما شاف جاد واقف بعيد شوية عند باب اوضة المكتب وبيشاورله وبيقوله:
– تعالى، انا عايزك.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبواب)