رواية أبواب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم هنا عادل
رواية أبواب الجزء الحادي والعشرون
رواية أبواب البارت الحادي والعشرون

رواية أبواب الحلقة الحادية والعشرون
وفعلا فطر زين مع مامته واخوه لأن فهيم كان خرج، حالته النفسية كانت هادية جدا وثباته الانفعالي ميقولش ابدا انه وراه مهمة بليل يمكن ميرجعش منها، كالعادة بيتكلم هو ومامته على الفطار، اطمنت منه على عابد، وهو قال كل الكلام اللى يطمنها فعلا رغم انه مكانش حقيقي، لكن محبش انها تخاف او تقلق عليه، سابها وخرج بعد ما باس رأسها زى العادة وراح قابل عابد، اول ما عابد شافه قام من على الكرسي بتاعه وقرب من زين اللى وصل بعد عابد بربع ساعة وحضنه وهو بيقوله:
– مش عارف اشكرك ازاي؟ ومش عارف انت ازاي عملت كده؟ لكن كل اللى هقوله اني تحت امرك فى اي حاجة ممكن تحتاجها مني.
زين بعد ما حضن عابد واطمن عليه قعدوا سوا هما الاتنين وقال زين بهدوء:
– يا عابد ايه اللى بتقوله ده؟ احنا اصحاب، يعني اللى عملته حقك عليا.
عابد:
– بس العالم اللى فتحناه بأيدينا مش اي حد ممكن يتعامل معاه، وانت قدرت تعمل ده بمنتهى السهولة والقوة كمان، الشباب حكولي انت عملت ايه، ورغم اني مش قادر اتخيل حقيقة اللى سمعته، لكن برضو انا معاك فى اي حاجة.
زين ابتسم:
– المهم برضو انك رجعت، وبالنسبة للي حصل انا كمان مكنتش متخيل انه يحصل.
عابد:
– انا بحب عالم السحر والجن، لكن لأول مرة يحصل بيني وبين العالم بتاعهم حاجة حقيقية، اه هي مرعبة، وكان ممكن اضيع فيها فعلا، لكن فضولي خلاني اقرر ابقى معاك فى اي حاجة تخصهم او تخص العالم بتاعهم.
سكت زين لحظات وحس ان عابد ظهر الوقت ده علشان ميسيبهوش لواحده فى مشوار زي اللى هيروحوا بليل، برضو زين ميعرفش حاجة اوي فى موضوع المحافظات والقرى ده، غير انه مقتنع ان اكيد حوار ديبياز ده وان اصحابه يعرفوا مدى قدرته واختلافه بخصوص عالم الجان له سبب، والسبب هو انه يقول لعابد:
– لو انت عندك استعداد فعلا، يبقى هتكون معايا الليلة، هنروح مكان اسمع ابيس، عندي حاجة لازم اخلصها هناك، بس خلي بالك، حاجة خطيرة ويمكن مرجعش منها.
عابد بثقة:
– معاك فى اي حاجة، بعد اللى انت عملته علشاني انا معاك مهما كان اللى هيحصل.
زين ابتسم وقال:
– يبقى اتفقنا، انا وانت هنتقابل بليل، هعدي عليك فى البيت بالعربية ونروح سوا، عايزين بس نبقى عارفين فين المكان ده لأني معرفش هو فين، ومش عارف هل هلاقي اللى يدلني على الطريق ولا هضطر اعتمد على نفسي، اسأل اللى تعرفهم عن المكان ده وانا كمان هحاول ادور على المكان ده فين بالظبط؟ واتمنى تكون رحلة لطيفة لأني لو نفذت المطلوب فيها بنجاح…انا هرتاح من العالم ده.
عابد:
– خلاص اتفقنا، انا هستناك، وهعرفلك المكان كمان.
الليلة دي قرر زين انه يتكلم مع فهيم بشكل واضح شوية، اه مش هيقول تفاصيل، لكن كان هيحاول يوصل لأبوه انه رايح مشوار له علاقة ببوابة اتفتحت ومحتاج يقفلها، والبوابة دي هتكون اللى اتفتحت يوم سهرته مع اصحابه، لأن من البداية هما طلبوا منه انه ميتكلمش فى تفاصيل مع حد، لكن لما اتكلم مع عابد كان الكلام يخص المهمة اللى كان موكل بيها المرة دي وبس، متكلمش فى التفاصيل من البداية ولا جاب سيرة جاد، ولا حتى علاقة اسرته بالكامل بعالم الجان، وفعلا قبل ما يخرج زين خرج من اوضته وراح لباباه اللى كان قاعد بيقرأ الجورنال، قعد جنبه على الكنبة وقال:
– بابا عايز اقول لحضرتك حاجة مهمة.
ساب فهيم الجورنال والتفت لزين بأهتمام:
– قول يازين، خير يا حبيبي؟
زين:
– الكلام اللى هقوله ده مش عارف حضرتك هتصدقه ولا لاء؟! لكن انا لازم اقوله لحضرتك علشان تبقى عارف ومبقاش مخبي عليك، وفى نفس الوقت مش عايز ماما تعرف لأنها ممكن تقلق.
فهيم:
– فى ايه يا زين؟ اتكلم، متقلقش مامتك مع يزن فى التمرين.
ابتدا يتكلم زين وقال فى بداية الكلام:
– بابا اختفاء عابد مكانش زي ما حكيت، اختفاء عابد كان له علاقة بلعبة ويجا.
فهيم ركز مع الكلام، كمل زين وقال:
– عارف ان الحاجات دي مش بتتصدق لكن…..
اتكلم فهيم:
– احكي يا زين، انا سامعك، ومتقلقش انا بثق فى كل كلامك.
ارتاح زين لما عرف ان باباه مش هيتهمه بالجنون، كمل كلام وقال:
– لما ابتدينا اللعبة كنا بنهزر ومش مقتنعين بأن ممكن اللى نكون بنشوفه فى افلام الرعب حقيقي، لكن للأسف حصلت حاجات غريبة من يوم اللعبة دي، ومن بعد اللى حصل لقينا عابد اختفى، ورجوعه كان له شروط معينة.
فهيم:
– ايه هي الشروط دي؟
زين:
– مش هينفع اتكلم واقول هي ايه الشروط لأن دي طلباتهم، لكن المطلوب هيحتاج مني انا وعابد اننا ننفذ حاجات معينة خاصة بعالم الجان.
فهيم:
– مش هخاف عليك.
زين استغرب من هدوء ابوه ومن الرد، لكن فهيم قال:
– انت قادر على مواجهة على شيء خارق للطبيعة يا زين، انت من سلالة اتوجدت فى العالم علشان تحارب الشر، مهما كان نوع الشر ايه…انت قادر على مواجهته، نسل العيلة من قديم الازل قادر على هزيمتهم.
ابتسم زين وقال:
– يعني مش محتاج مني ابرر؟!
قال فهيم:
– مش محتاج، كل اللى عايزه انك تفكر قبل اي حاجة هتعملها، ومتتأخرش فى رجوعك، وانا هستناك.
زين براحة وابتسامة:
– تطمن ماما؟
فهيم:
– متقلقش، انا هتصرف مع مامتك.
سلم زين على ابوه وخرج، قابل عابد واول ما عابد شافه قال لزين وهو بيركب العربية:
– انا عرفت المكان اللى احنا هنروحه، ده قريب من اسكندرية.
زين:
– يااااه، مشوار ده، بس ماشي سهلة يعني.
وفعلا ابتدوا يتحركوا وكلام كتير دار بينهم طول الطريق، وسأل عابد زين وقاله:
– طيب المفروض انك هتعمل ايه يا زين؟ انت عارف يعني انت هتتصرف ازاي؟ حافظ تعاويذ، معاك مخطوطات؟
زين:
– مش عارف يا عابد، ومش عارف ايه اللى هواجهه، لكن اللى انا عارفه هو اني هعرف اتصرف.
عابد ابتسم وقال:
– انا كده كده مطمن، ايوة مواجهتش عالمهم قبل كده بشكل حقيقي غير لما حصل اللى حصل، لكن انا مُطّلع بشكل كبير على العالم بتاعهم والتعامل معاه، يعني مش هتلاقيني جبان او خايف.
الكلام كان فى الموضوع ده طول الطريق لدرجة انهم محسوش بالوقت اصلا، ووصلوا اخيرا ابيس، وصلوا فى وقت متأخر بالنسبة لقرية ريفية، علشان كده كان مفيش ناس تقريبا، هدوء غريب ومريب كمان، حتى القمر فى السما كان لونه احمر، نسمة هوا خفيفة ريحتها حسست زين وعابد بخنقة عكس اللى المفروض يحسوه مع جو زي ده، وقفوا سوا تحت يافطة فى بداية البلد مكتوب عليها ابيس وسأل زين عابد وقال:
– هنتحرك ازاي بقى؟
رد عابد:
– هنسأل عن اسم الراجل اللى انت رايحله.
زين:
– هروح اقول للناس عايز اروح لدجال؟ وبعدين هسأل مين؟ انت شايف فيه حد حوالينا؟
عابد:
– هي البلد اصلا مش كبيرة، ممكن نتحرك بالعربية واكيد هنوصله.
زين:
– عندك حق، انا اصلا اللى اعرفه انه فى بيت بين الزراعة، ومهجور كمان، يعني مش هيبقى وسط بيوت، اكيد هنعرفه.
وابتدوا يتحركوا بالعربية بين البيوت وفى الشوارع الضيقة لحد ما طلعوا على طريق من الناحيتين ترعة وفى النص طريق يادوب تتحرك فيه عربية واحدة، الضلمة مخيفة، وحتى القمر الاحمر كان مانع عنهم النور، علشان كده مكانش فيه دليل فى طريقهم العتمة ده غير كشاف العربية، واخيرا ظهرت ارض اخر الطريق، على جوانب الارض اللى مش كبيرة دي كانت نفس الترع لكن بدل الطريق اللى كانوا ماشيين عليه بالعربية كانت زراعة معظمها ميت، قال زين:
– مش هينفع ندخل الطريق ده بالعربية، هننزل ونمشي يمكن نلاقيه، اصل فيه ايه مكان مهجور اكتر من كده؟
عابد اخد نفس وقال:
– نفسي مكتوم، مع ان الجو فيه هوا لكن حاسس انه بيخنق، انت عندك حق، لازم ننزل.
فعلا ركنوا العربية وطفوا كشافها وده كان سبب فى ان الطريق ميتشافش فيه كف الايد، ورغم ان عابد مقتنع ان الخوف مش موجود جواه، الا انه قال مجرد ما اختفى نور كشاف العربية:
– قلبي اتقبض يا زين، حاسس ان ده المكان فعلا.
زين:
– حسيت نفس احساسك، لو خايف يا عابد خليك هنا.
عابد:
– قولتلك انا معاك، ويا نرجع سوا، يا اما نتقدم قرابين سوا.
ابتسم زين وابتسم عابد واللى عرفهم انهم ابتسموا هي اسنانهم البيضا اللى ظهرت مع ابتسامتهم، اتحركوا بين الزرع ومشوا كتير، الطريق طويل ومخيف، حسوا بالتعب من كُتر المشي وكأن مساحة البلد كلها كانت متجمعة فى الارض دي بالذات، واخيرااااااا اصوات غربان مخيفة زادت فجأة لدرجة انها لفتت انتباههم، بصوا فى اتجاه الصوت علشان يشوفوا نور خافت اصفر وكأنه من كشاف ضعيف، اتكلم عابد بسعادة وقال:
– اهو يا زين، هو البيت ده، اكيد هو.
زين فجأة اتحول، صوته تخن، واتكلم بتأكيد وقال:
– وصلنا لناجي، لسه مبدأش الطقوس.
عابد استغرب صوت زين، لكن تعامل مع الموقف كأنه طبيعي وقال:
– طيب يلا علشان نلحق.
اتكلم زين وقال:
– مش هتدخل معايا، لازم تفضل برة، مش مطلوب دخولك.
عابد بهدوء:
– حاضر، هستناك برة، بس هوصل معاك لحد باب البيت هناك.
فعلا اتحركوا لحد باب البيت اللي يزود قبضة القلب ده، وقف عابد وزين على الباب وفجأة اختفى زين، واقف عابد مكانه مصدوم من اللى حصل، لكن هو متوقع اي حاجة، ومقتنع ان اللى حصل ده اكيد له سبب، وعلشان كده قرر يفضل واقف مكانه، كان زين فى اللحظة دي ظهر جوة بيت ناجي، بيت كئيب ريحته صعبة جدا، لكن مساحته كبيرة والاوضة اللى كان فيها زين كانت واسع بشكل غريب، ابتدا يتحرك زين فى المكان وخرج من الاوضة دي وبيتلفت حواليه، البيت اضائته تخنق، اضاءة صفرا ضعيفة جدا توجع العين، لكن فيه هدوء يقول ان ده بيت فاضي ومفيش فيه اي حد، ومع كل اوضة واسعة جدا بيفتحها زين بيتأكد ان ده بيت فاضي، لحد اخر اوضة فتحها….برق واتصدم وهو شايف ثلاث خنازير ميتين على الارض، وجنب كل خنزير فيه جثة لبني ادم، مكانش متأكد زين دى جثث ولا مغم عليهم، ولا متخدرين؟! لكن المنظر كان مريب، خنازير مقتولة ومفتوحة بطنها وبني ادمين مرمية على الارض جنبهم، فجأة وقف زين فى نص الاوضة ورا الراجل اللى قاعد على الارض بيكمل فتح بطون الخنازير وكأن مقاس الفتحة لازم يكون بحجم معين، اتكلم بزين بصوت يقول انه مش صوته وقال:
– انت ناوي على ايه يا ناجي؟
فجأة قام ناجي من مكانه بعد ما اتنفض من الصوت المفاجىء والتفت وراه وهو بيقول:
– انت ايه اللى دخلك هنا؟ وازاي تدخل بيتي من غير اذن؟
اتكلم زين بثقة وجرأة:
– انت بتعمل ايه يا ناجي؟ ايه اللى انت ناوي تعمله بخنازيرك؟
رجع ناجي خطوتين لورا وقال وهو فى ايديه السكينة اللى بيفتح بيها بطن الخنازير:
– كويس انك جيت برجليك، اهو تبقى احتياطي علشان لو واحد منهم مات.
فجأة اتحولت عيون زين، هو مكانش شايف ولا حاسس، لكن اللى اخد باله طبعا هو ناجي اللى اتكلم وقال:
– اها، انت منهم بقى، دي شقة عيونهم، هما اللى عيونهم بالطول، اكيد مش جاي تواجهني او تمنعني، غياش هيكون تحت سيطرتي.
اتكلم زين بصوت حاد وقال وكأنه عرف المطلوب واللى ناجي ناوي يعمله:
– عايز تنقل احشاء الخنازير لولاد جنسك يا ملعون؟
ضحك ناجي بسخرية وقال:
– وهو ايه جنسي اللى هما منه ياللي مش ملعون؟
اتكلم زين بغضب وقال:
– بشر، اوعى تكون فاكر انك هتقدر تكون من عالمنا، او تقوم بدور اي كيان من عالم الجان، انت اضعف من كده، انت ملعون فى عالم البشر، ومرفوض من عالم الجان.
ناجي بيقرب من زين وبيقول:
– لما اكمل الطقوس، هسيطر على العالمين، وخلاص ده اخر طقس، انصرف علشان يتم زي ما انا عايز، بلاش تقف قصادي والا احشاء الخنازير هيتزرع جزء منها جوة واحد من عالمكم، ودي هتكون حرب معلنة على عالم الجان من البشر، تخيل انت بقى لما بشري ملعون يقدر على عملة زي اللى ممكن اعملها فيك دي؟
زين بص لناجي وبص تاني لمنظر اللى مرميين على الارض، فى نفس اللحظة بص ناجي لحاجة تشبه ساعة الرمل محطوطة على ترابيزة خشب صغيرة فى نهاية الاوضة، اتكلم زين وقال:
– الوقت قرب ينتهي، ولو مقدرتش تنهي طقوسك…هيتحكم عليك بالموت، وانت خايف من الموت.
هنا قرب ناجي اكتر وموجه السكينة ناحية زين وقال:
– انا مش هموت، الموت للبشر، وانا من المصطفين المختارين، انا من الاقلية اللى ممكن تكون موجودة فى الدنيا، ودقايق وهكون مسؤول عن امثالك وقادر اتحكم فيكم وفي العالم كله.
قرب زين من ناجي رغم انه شايف السكينة فى ايديه، واتكلم بثقة وبيقول:
– حتى لو وصلت للي انت عايزه، وجودك مهما كانت قوته، مش هيبقى بحجم قوة عالم الجان، ونهايتك هتكون اصعب مما تتخيل، انت مش قد ممالك الجان، حتى لو غياش هو المارد اللى قررت تسيطر عليه، حروب ممالك الجان ضدك هتكون اكبر من قدرات غياش لواحده.
هنا عيون ناجي ابتديت تتحول لبياض بس، اتفاجئ زين لأنه مكانش متخيل ان ناجي له قدرات تتخطى قدرات البشر، لكن ضحك ناجي بقوة وهو بيقول:
– اكيد انا مش بدور على تسخير غياش بس، انا سخرت قبله كتير من المردة، ولك ان تتخيل مدى قدرة اتحاد البشر والجان مع بعض.
وفجأة وفى لمح البصر كان اتحرك ناجي من مكانه علشان يتصدم زين بقلب الخنزير فى ايديه وبيقرب من جسم انسان من اللى مرميين على الارض وغايبين عن الوعي، مكانش عارف زين ايه الخطوة اللى هيعملها اللحظة دي لكن هو نفسه اتفاجئ بنفسه لما اتحرك ناحية ناجي ومسك السكينة بأيديه وبقى حدها مغروس فى كف ايديه والدم بيسيل منها، وقال زين بغضب:
– مش هسمحلك يا ملعون.
ظهرت حوافر فى ايد ناجي وكأن مش زين لواحده اللى مسيطر على جسمه عدد من الجان، لكن اللى حصل ده بيأكد ان كمان ناجي جسمه مسيطر عليه جان، واتكلم ناجي بحدة وهو بيقرب حوافره اللى ظهرت من جسم اللى مرمي جنبه وقال:
– السكينة مش هتمنعني من التنفيذ.
ومجرد ما ابتدا يغرس ناجى حوافره فى جسم الشخص ده مد زين ايديه التانيه لأيد ناجي ورفعها بكل قوته عن الجسم اللى كان مش حاسس بأي حاجة من اللى بتحصل حواليه، وفى الوقت ده كان قلب الخنزير مرمي على الارض بينهم…بص ناجي بقلق للقلب اللى بيعلن عن نهايته وهو بينبض ببطئ وقال بغضب:
– ابعد عني، القلب بينتهي، خليني الحق الوقت، ابعد والا هأذيك.
رد زين وهو غارس السكينة فى كف ايديه وقابض عليها وعلى ايد ناجي، وفى الايد التانية الحوافر كلها مغروسة برضو فى ايديه والدم بيسيل زي التانية وقال بألم مخدر ايديه:
– جثتي قبل جثتهم، مش هتنفذ اللعنة دي.
كان الوقت بيعدي، والدم بيسيل اكتر واكتر، والرمل بينزل وبيعلن عن نهاية الوقت اللى لازم الطقس يتم فيه، وكل لحظة بتزود غضب ناجي اكتر، وفى الوقت ده اتحول ناجي لكيان ضخم وغضبان وشكله اقبح من انه يتوصف، والدم اللى بينزفه زين بيزيد، وهنا اتكلم الكيان وقال:
– الدم البشري هيمنعك تتجسد، وعلشان كده انا اقوى منك، دمك هيتصفى وهنفذ المطلوب، ومش هتقدر تمنعني.
فعلا زين كان على نفس هيئته وطبيعة جسم الكيان اللى ظهر كانت اقوى منه فعلا، وفي اللحظة دي صرخ زين من الالم، وسمع صوته عابد اللى كان واقف على الباب، وهبد الباب كسره، كان قلب الخنزير تقريبا فى اخر نبضاته حرفيا، وابتدا ناجي او المتجسد فيه يسيطر على قوة زين وهو قاصد يصفي دمي تقريبا، وبقرون طويلة امتدت من فوق رأسه ابتدا يقربها زي الثعبان من قلب الجسم البشري، لكن دخول عابد وهو بيقول:
– ألقيت عليك بتعازيم الحضور، القيت عليك بطواطم الثبات، القيت عليك بطلسم الفناء…ان تترك ذلك الجسد، فلعنة الجان عليك الى الأبد ان لم تستجب لقوة المطلوب.
فى اللحظة دي اتحول غضب الكيان وقوته ومدى سيطرته من قمة القوة للهدوء بالتدريج، لكن زين كان ابتدا يفقد قدرته وسيطرته، وقف عابد وقال لزين وهو شايف ناجي بيرجع لطبيعته البشرية من تاني:
– قوم يا زين، قوم قاومه، هو اضعف منك، سابوه ومش هيقدر يستعين بيهم دلوقتي، الحق نفذ المطلوب.
كان كلام عابد زي ما يكون دافع لزين استقوى بيه انه يقاوم ارهاقه، وزي ما سابوه فى المهمة اللى فاتت يتصرف لواحده، سابوه المرة دي برضو يتصرف لواحده، رغم ان عابد كان مساعد له لكن هما قرروا يفضلوا بعيد عن مهمته على قد ما يقدروا، لأن فى النهاية وجودهم ومساعدتهم له هيكون بمثابة حرب بين ممالك الجان، اللى كان مستعين بيهم ناجي، واللى ميسطرين على جسم زين، وعلشان كده ابتدا يرجع زين لسيطرته تاني، وقام وقف زين بعد ما كان ركع على ركبه بسبب ضعف جسمه بسبب كم الدم اللى نزفه، وفى الوقت ده كان ناجي وزين فى مواجهة بعض كبشر، وانتهت صلاحية قلب الخنزير، ونزلت اخر حبة رمل، وابتدى المخدر مفعوله يخلص من اجسام الاشخاص اللى موجودين، والخنازير اعضائها اعلنت النهاية، وبصوت عالي وبمنتهى القوة قال زين:
– بعزيمة القوة العلوية، وبحضور السيطرة البشرية، اعلن نهاية لعنة المردة المطرودين من عالم الجان، ونهاية الأنس الملعون من عالم البشر، سألت القوي القادر القوة على الخلاص.
وفجأة وبمنتهى القوة سحب زين ايديه من ايد ناجي اللى كان مبرق عنيه ومصدوم من اللى قاله زين وغرس زين ايديه البشريه فى قلب ناجي، وكأن ايد زين اتحولت لخنجر او سلاح حاد اخترق قلب ناجي اللى قدر زين يطلعه من مكانه وكأن نهاية ناجي كان لازم تكون بقوة اعماله القذرة، وجحظت عيون ناجي وهو بيموت من غير ما ياخد لحظات حتى، واترميت جثته جنب جثث الخنازير وكأنه واحد منهم، وفتحوا عيونهم الاشخاص اللى كان ناوي ناجي على تقديمهم كقرابين، وعابد واقف مبرق عنيه من غرابة الموقف، وفى اللحظة اللى طلعت فيها روح ناجي، واللى فتحوا فيها القرابين عنيهم، هي نفس اللحظة اللى وقع فيها زين من طوله ووشه اتحول للازرق، قرب منه بسرعة عابد وهو بيستغيث بالاشخاص اللى مش عارفين هما فين ولا ايه اللى حصل معاهم وقال:
– دمه اتصفى، لازم تساعدوه زي ما ساعدكم.
حاول واحد منهم يسأل عن اللى حصل، لكن عابد قال:
– مش وقت اي سؤال، ارجوكم خلونا نساعده الاول، هو انقذ حياتكم.
قال واحد منهم:
– طيب نساعده ازاي؟ ده اكيد محتاج دم.
قال عابد:
– لو شيلناه سوا هنقدر نتحرك بسرعة لأول الطريق، وهناك العربية بتاعتنا موجودة هنتحرك بيها على اول مستشفى نقابلها.
وفعلا من غير كلام نفذوا كلام عابد من غير نقاش، وبسرعة الريح قدروا الاربعة يتحركوا ب زين ناحية العربية، كان الطريق طويل، لكن زين كانت ارادته فى البقاء اقوى من انه يستسلم للضعف، ومع وصولهم للعربية شافوا منظر محدش فيهم صدقه، وهو نار واصلة للسما قادت فى الارض اللى لسه خارجين منها كلها بطولها وعرضها بكل ما فيها، واكيد بما فيها بيت ناجي، مهتمش عابد رغم صدمته من اللى حصل وهو مش عارف النار دي قادت ازاي بالسرعة دي وبفعل مين؟! واتحرك بالعربية ومعاه الناس اللى كانوا سبب فى انقاذهم ومعرفش عابد ازاي بالسرعة دي قدروا يوصلوا للمستشفى؟ لكن لأن زين مكانش هدفه اي اذى لحد كان برضو لازم ميكونش جزائه ان حياته تنتهي بالشكل ده، وعلشان كده سرعة الاسعافات قدرت تساعده فى انه يرجع للدنيا من تاني، علشان يفتح عنيه ويلاقي قدامه غياش….فيتصدم من وجوده وبصوت مُجهد يقول:
– انا فين؟
يرد عليه غياش بقوة وسيطرة ويقول:
– انت نفذت المطلوب منك، مش هتشوفنا مرة تانية، كل اللى كان هيتطلب منك اعتبره اتنفذ، عيش حياتك زي اي حد من جنسك، من اللحظة اللى انقذتني فيها انت ليك عليا الخدمة الابدية، ورغم اني هكون حواليك طول الوقت وانفذ اي حاجة محتاج ليا فيها…الا اني مش هظهر، ولا اي كائن من عالم الجان هتشوفه من تاني، جسمك ملكك، وحياتك ليك لواحدك، وهتفضل عمرك كله من النسل اللى قدر ينقذ عالم الجان من شر البشر، وينقذ البشر من شرور النفس.
واختفى غياش وكأنه مكانش موجود علشان يظهر قدام زين فى اللحظة دي عابد وباقي اصحابه والناس اللى كانوا في بيت ناجي…وفهيم وزينة ويزن، استغرب زين وجودهم فى نفس الوقت اللى كان موجود فيه غياش واختفى، لكن كل اللى اتقال يدل على ان محدش لاحظ اللحظات اللى فاتت ودار فيها الحوار بين زين وغياش لما اتكلم عابد وقال:
– الحمد لله، حمد الله على سلامتك يا عم زين.
جريت زينة على ابنها وحضنت رأسه وباستها وهي بتقول:
– يا حبيبي حمد الله على سلامتك.
قال فهيم بأبتسامة ثقة:
– مش هخليك تسوق االعربية بليل تاني، علشان متعملش حوادث تانية، الحمد لله المرة دي جت على قد ايديك.
واحد من الاشخاص الموجودين رد وقال:
– شكرا يا زين، شكرا على كل حاجة.
كل حد منهم كان بيقول كلمة تدل على امتنانهم لزين، لكن زين كان باصص لأبوه ومبتسم، اتكلم فهيم وقال:
– مش قولتلك انا مطمن عليك؟ انا عارف ابني وعارف قوته، وعلشان كده واثق انك قادر على انك تخف بسرعة.
ابتسم زين وقال:
– كان مشوار صعب، بس تقريبا كده خلص قبل ما يبدأ.
عابد رد وهو فاهم قصد زين وقال:
– خسارة، كان نفسي نكرر المشوار ده تاني، بس يلا بقى المهم انك تقوم بالسلامة، انا هفضل فاكر المشوار ده عمري كله.
رد زين وابتسم وهو بيقول:
– وانا كمان مش هنساه طول عمري، شكرا يا عابد، شكرا يا بابا على ثقتك فيا، شكرا لرجوعي لهنا، رجوعي للبلد دي قدر يثبتلي قد ايه انا قوي، ودى الحاجة الوحيدة اللى انا فخور بيها.
كلهم ابتسموا، الاشخاص الغريبة عرفوا من عابد اللى حصلهم، وفهيم عارف طبيعة نسل اسرته، اما اصحاب زين وعابد عارفين ان زين له قدرات عرفوها مؤخرا، لكن زينة الوحيدة تقريبا اللى كانت عارفة ان اللى حصل لأبنها مجرد حادثة، ومن بعد اليوم ده…كسب زين اصحاب جداد، وثقة كبيرة من ابوه فيه، وكمان صداقة قوية ومتينة جدا من اصحابه اللى اتحولوا لأخوات من بعد كل اللى حصل…وقرر زين وقال:
– مستحيل ارجع اسافر تاني، انا قررت افضل عايش هنا…مهما كان اللى ممكن يحصل فى باقي حياتي.
وتولى غياش مهمات انقاذ ارواح المسجونين فى كهف البحر، لكن مقدرش يوصل زين للمكان ده تاني رغم محاولته، لأن غياش قرر حمايته بأنه يبعده عن اي خطر ممكن يواجهه، وعلشان كده عاش زين حياته فيما بعد بعيد عن عالم الجان ومخاطره.
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبواب)