روايات

رواية أبواب الفصل الثامن 8 بقلم هنا عادل

رواية أبواب الفصل الثامن 8 بقلم هنا عادل

رواية أبواب الجزء الثامن

رواية أبواب البارت الثامن

أبواب
أبواب

رواية أبواب الحلقة الثامنة

زين فى الوقت ده مكانش حاسس بجسمه، لكن رعشة فى رجليه وكأنه بتدي اشارة بأنه هيقع من ضعف عضلاته، راح ناحية السرير وهو مش سامع صوت تاني للي كان لسه بيتكلم معاه، قعد على السرير وبأرهاق رهيب نام على جنبه وحط رأسه على مخدته، ومن التعب راح فى النوم، مكانش فاكر الليلة دي هو شاف احلام او كوابيس او اي رسايل حتى ولا لاء! كل اللى عارفه انه محسش بنفسه مجرد ما حط رأسه على المخدة، صحى تاني يوم فى نص النهار، حاولت زينة تصحيه اكتر من مرة لكن هو كان حاسس انه مش قادر يفتح عنيه، حاول يصحى لكن عنيه تقيلة مش مساعداه يفتحها، بعد الساعة 2 بعد الظهر بالعافية قدر يفتح عنيه، قام من سريره بصعوبة وجسمه كله واجعه كأنه مليان دبابيس، راح ناحية المرايا وقف قدامها، حس زين انه فات عليه سنين طويلة اوي مش ليلة واحدة بس اللى مشافش نفسه فيها قدام مرايا، بص لعنيه اللى تحتها هالات سودة ظهرت فجأة، بص لجسمه وشاف اكتافه مايلة لتحت وكأن وزنه نزل اكتر من اللازم فى سواد الليل بس، رفع ايديه وبص عليها شاف فيها رعشة بتقول قد ايه اعصابه ضعيفة ومش مستحملة، كان واقف حزين على نفسه وشكله وحاله اللى اتغير فى ساعات تتعد على صوابع الايد الواحدة، بص لنفسه تاني فى المرايا، لكن المرة دي شاف نفسه واقف فى المرايا مبتسم… ركز زين فى المرايا، لمس وشه واتأكد انه مش مبتسم، باصص للمرايا بخوف، اتكلم اللى فى المرايا وقال:
– لازم تاخد بالك من صحتك، كل كويس، كويس جدا، جسمك لو مش هتقدر تساعده هيخونك، مش هيستحمل وجودهم فيه، وساعتها قبل ما يخرجوا من جسمك هتكون خسرت روحك.
زين بتعب:
– انت مين؟
رد عليه وقال اللى فى المرايا:
– انا قادوس.
رد زين:
– ازاي؟ انا اللى اسمي قادوس.
رد عليه قادوس فى المرايا:
– قرينك…انا قرينك، وجودي معاك فى الوقت ده اكيد هيساعدك.
زين:
– هتساعدني يخرجوا من جسمي؟!
رد قادوس وقال:
– انت اللى طلبتهم، انت اللى نفذت الطقوس، انا هكون معاك بس علشان اساعدك متضيعش نفسك اكتر، دلوقتي هما محتاجين ليك علشان انت الوسيط لهم، لكن لو مكنتش قوي كفايا وقدرت تقدم لهم بجسمك الخدمات اللى هيحتاجوها…وقتها بس هيخلصوا منك، وده انا مش هبقى عايزه.
رد زين بأستغراب:
– طيب وانت فايدتك ايه فى اني اعيش وميخلصوش مني؟
رد قادوس:
– انا قرينك، يعني بموتك ميبقاش ليا وجود، لازم احافظ على حياتك.
زين:
– بس انا تعبان جدا، مش قادر اشيل نفسي، اول مرة فى حياتي احس اني ضعيف ومُجهد بالشكل ده، ده كده ولسه محسيتش بقوة وجودهم كمان.
قادوس:
– علشان كده لازم تقوي جسمك، انصحك باللحم…الني.
زين برق:
– يعني ايه اللحم الني؟ انت قصدك اللحمة بتاعت الخروف يعني بس تكون مش مستوية؟
قادوس:
– اي لحوم، المهم تكون لسه بدمها، هتقدم لجسمك الطاقة، وهتقدملهم هما كمان الرغبة فى انهم يمدوك بقوتهم، وساعتها جسمك هيستمد طاقته من قوتهم كمان وده هيبان عليك بشكل ملحوظ.
زين حاسس بقرف:
– ازاي؟ ازاي اكل حاجة بدمها؟
رد قادوس وقال:
– زي ما غرست سلاح فى قلبك، الألم اصعب من القرف اللى باين على وشك ده.
افتكر زين موضوع السلاح ده، حط ايديه مكان الخنجر على جسمه، حس بوجع وسخونية غريبة فى المكان ده، لكن ندبة الخنجر….مالهاش اثر، اتكلم قادوس وقال:
– يلا ابدأ يومك، اكيد الليلة هيكونوا كلهم معاك، لازم تكون جاهز للتعامل معاهم، وجاهز لأنهم يتعاملوا من خلالك.
اختفى قادوس ورجع تاني زين بس اللى قصاد المرايا بملامحه الباهتة وجسمه الضعيف، بص لنفسه مرة اخيرة وساب المرايا وطلع هدوم من دولابه ودخل اخد الدش بتاعه ونزل المطبخ علطول، كانت زينة قاعدة فى الريسيبشن، حسيت بحركة، اتكلمت بصوت عالي:
– زين حبيبي، انت صحيت؟
رد زين وهو بيحاول يتكلم بكل طاقته علشان امه متحسش بحاجة:
– ايوة يا ماما، صحيت.
زينة:
– اجي احضرلك تفطر يا حبيبي؟
زين:
– لالا، ارتاحي، انا هجهز لنفسي الفطار واجي اقعد معاكي.
كان بيقول كده زين علشان مش حابب زينة تشوفه وهو بيدور على اللحمة النية فى التلاجة، حاجة زي كده لا عمرها حصلت عندهم ولا حتى كفكرة كانت مطروحة للنقاش مثلا علشات يتقال انه حب يجربها، دي ابعد ما يكون عن التفكير، علشان كده كان حابب يكون لواحده فى المطبخ، وفعلا من حُسن حظه ان زينة كانت مجهزة الخضار واللحمة اللى هتتعمل على الغدا وحطاهم على الرخامة، حاسس انه قرفان، لكن الضعف اللى حاسس بيه فى جسمه خلاه يتغاضى عن القرف ده ويبدأ يمسك اللحمة ويقربها من اسنانه….وهنا كانت مفاجأة، زين مجرد ما اسنانه غرست فى اللحمة اتحول لوحش، كان بياكل اللحمة النية كأنه اسد مثلا ما صدق يلاقى الوجبة بتاعته بعد صيام اسبوع مثلا، بياكلها بمنتهى السهولة والشراهة والرغبة، بيستلذ بطريقة غريبة طعم اللحمة النية اللي الدم بتاعها بقى مالي فراغات اسنانه، اكل كتير لحد ما حس انه شبع بص للحمة اللى لسه باقية وقال لنفسه:
– لازم اطلع لحمة تانية فى التلاجة، مينفعش ماما تلاحظ حاجة.
وفعلا راح ناحية التلاجة بس حس انه بيتحرك بسرعة الضوء تقريبا من قوة سرعته، حتى باب التلاجة كان هيتخلع فى ايديه مجرد ما مد ايديه عليها، طلع لحمة تانية غير اللى اكلها وخرج من المطبخ وهو مستغرب الطاقة اللى حاسس بيها، اتكلمت زينة وهي باصة لزين بأستغراب:
– فطرت؟
زين مبتسم:
– اه، كنت جعان جدا.
زينة:
– انت فيك حاجة؟
قالتها وهي حاساه مش طبيعي، مش عارفة ايه اللى متغير فيه؟ لكن حاسة انه مش طبيعي، رد زين بأبتسامة:
– انا كويس جدا، حاسس اني عندي استعداد اشيل البيت ده من مكانه وانقله لمكان تاني.
اتكلمت زينة بأبتسامة واستغراب برضو:
– طيب كويس ده، يعني انت تمام؟ مفيش اي حاجة حاصلة معاك حابب تقول عليها؟
زين:
– انا تمام جدا، ومبسوط جدا، ونشيييييييييييط جدا.
التحول اللى حصل لزين فى اقل من ساعة كان غريب، مكانش مصدق ان مجرد حتة لحمة نية تحول ضعفه وهزلان جسمه اللى كان مش شايله فى دقايق لقوة ونشاط وطاقة مالهمش حدود، هزيت زينة رأسها وهي برضو مش مقتنعة، لكن قالت لزين:
– عندي ليك خبر حلو.
رد زين وقال:
– ايه هو بقى؟
زينة:
– بابا قرر انك ترجع امريكا تاني، تخلص الثانوي وتكمل دراستك هنا.
الابتسامة اختفيت ورد زين:
– ده ليه؟ ايه السبب؟ وقرر على اساس ايه؟
زينة مستغربة رد فعل زين:
– ده علشان هو شايف وانا كمان الصراحة ان انت مش عارف تتأقلم هنا، بابا حس انه ظلمك لما اخد قرار بأنه يجيبك هنا فجأة من غير تمهيد، وعلى اساس اللى هو شايفه فيه من وقت ما جينا مصر…قرر انه يصلح الغلطة اللى عملها ويسيبك على راحتك وهو واثق فيك.
رد زين وقال لزينة بهدوء:
– انا مطلبتش اني ارجع امريكا، لما احب اخد خطوة زي دي القرار هيكون ليا المرة دي، من فضلكم محدش يقرر ليا مرة تانية، انا مبسوط هنا، ومش حابب اني اسافر تاني، بعد اذنك انا لازم امشي.
زينة بصيت لأبنها وهي مش مستوعبة اللى قاله، هي اكتر واحدة من ساعة رجوعهم حاسة بخنقة زين وعدم تقبله للوضع الجديد، لكن قررت متتناقش معاه فى الوقت ده لأنها لاحظت انه محتاج يخرج، سألته:
– رايح فين؟
زين ابتسم وقام من مكانه:
– عندي مهمة.
سابها وخرج، لكن هي باصة لزين وللفراغ اللي سابه بعد ما طلع من البيت وبتكلم نفسها:
– ماله ده؟ متغير زين! ياترى فيك ايه يا حبيبي؟
زين خرج من البيت وكزين شخصيا مكانش عارف هو رايح فين، لكن اللى بيحركوه مقررين المكان اللى هو رايح له، رجليه بتتحرك بشكل لا ارادي، مشي كتير جدا، وصل لموقف ميكروباصات ومن غير ما يفكر سأل:
– فين العربيات اللى رايحة اسكندرية؟
شاورله واحد من السواقين على عربيات اسكندرية، برضو زين مش عارف ايه اللى خلاه ياخد خطوة زي دي؟ لكن راح للعربيات بتاعت اسكندرية، ركب وحط رأسه على الازاز بتاع الشباك وفضل باصص للطريق، اتحرك الميكروباص ووصل زين اسكندرية، نزل الموقف ووقف يبص حواليه وكان الليل ابتدا يحل محل النهار، مستغرب وبيكلم نفسه:
– انا جيت هنا ليه؟ انا معرفش حاجة هنا!
وبرضو من غير ما يقرر ابتدا يتحرك ويمشي لحد ما وصل على الطريق برة الموقف، مكانش عارف هو المفروض يعمل ايه؟ لكن مجرد ما طلع على الطريق، بص يمين وشمال حس ان الدنيا فاضية والليل مالي المكان…شاف قدامه كيان مرعب بيقوله:
– كهف البحر…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبواب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى