روايات

رواية مليونير السنة الفصل الرابع 4 بقلم عبدالرحمن الرداد

رواية مليونير السنة الفصل الرابع 4 بقلم عبدالرحمن الرداد

رواية مليونير السنة الجزء الرابع

رواية مليونير السنة البارت الرابع

مليونير السنة
مليونير السنة

رواية مليونير السنة الحلقة الرابعة

لم يكن يتوقع أن له فرصة أخرى في الحياة بعد هذا القرار الذي اتخذه ونفذه في وقت قليل جدا ففي تلك اللحظات فُتح باب الغرفة بقوة ليظهر «فلاك» الذي ركض صوب «بشير» وحمله من قدمه ليقلل الحمل من رقبته ويعود مرة أخرى للتنفس.
حمل قدميه بيد وباليد الأخرى أخرج سكين من ملابسه وبدأ في محاولة قطع هذا الحبل وبعد محاولات كثيرة نجح أخيرا ليسقط «بشير» وسط مراقبة «فلاك» الذي اقترب منه وردد بنبرة تحمل القلق:
– مولاي؟! أنت بخير؟
بدأ في استعادة وعيه وتنفسه مرة أخرى وظل يلهث إلى أن تحدث أخيرا بتعب:
– فلاك؟! ليه أنقذتني، كنت سيبتني أموت
جلس «فلاك» على ركبتيه وردد بهدوء:
– ليه مستعجل على الموت يا بشير؟! أنت كدا كدا هتموت، ليه تختار أنت الوقت الغلط؟
أغلق عينيه وردد بنبرة تحمل اليأس:
– كنت فاكر إن سنة قليل أوي علشان أعيش الأوقات والحياة اللي نفسي أعيشها لكن طلعت غلطان، كل حاجة مطلعتش زي ما كنت متخيل، زهقت من كل حاجى بعملها، زهقت من الحياة الروتينية المملة، زهقت من مراتي اللي كنت فاكرها هتسعدني، زهقت من كتر الفلوس اللي معايا مبقتش عارف اشتري ايه لأني جبت كل حاجة، مليش دور ومهمش ومحدش بيحبني لأني مستحقش الحب، أنا وحش يا فلاك، وحش أوي
ابتسم «فلاك» ورتب على كتفه قبل أن يقول:
– ده علشان أنت كنت في بيئة فاكرها بيئة مساعدة وكويسة لكن في الحقيقة إنها بيئة مستنفذة بتاخد كل حاجة حلوة منك، عاملة زي المخدرات بالظبط في بدايتها بتوهمك إنك مبسوط وفرحان لكن في الحقيقة إنها بتدمرك كل ثانية، ده اللي حصل معاك، عيشت في بيئة بعيدة عن الخير وعن سبب وجودك الأساسي، كل يوم بتعمل نفس الحاجة الغلط وأثناء ده اتجوزت فطبيعي اختيارك يكون غلط لأنه بينعكس على حياتك، لو كويس وحياتك صح وماشي في الطريق المظبوط يبقى اختيارك هيبقى صح لكن لو العكس هيبقى زي ما أنت شوفت، أرديس دخلك في حياة أنت كنت عايزها وبقى هو يحكم المدينة وياخد القرارات المهمة، توهك في الحياة وخلاك تضل طريقك وسعيك، ده ملخص للي عشته يا بشير علشان كدا نتيجة ده كله هيخليك تكره الحياة وتفكر في الانتحار
ابتسم لكي يبث الراحة والطمأنينة في قلبه وتابع:
– لكن متقلقش، لسة بدري ومعاك وقت تقدر تاخد الطريق الصح من دلوقتي وتخلي لحياتك معنى، تقدر تعيش سعيد ولما تموت تفضل عايش بسيرتك الطيبة، تقدر تكون أفضل الناس اللي مروا على تاريخ المدينة، تقدر تكسر السلسلة اللي عمرها ما اتغيرت دي يا بشير، الوقوع في الغلط مش غلط، الغلط هو الاستمرار في الغلط، فهمت يا بشير؟
حرك رأسه بالإيجاب وردد بنبرة تحمل الخوف:
– علشان أمشي في الطريق الصح أعمل ايه؟ حاسس إن الوقت خدني في اختيار غلط وحياة مش صح، يارتني كنت سمعت كلامك من بدري يا فلاك، يارتني كنت سيبتك أنت في حياتي ومختارتش أرديس، أنا بجد ندمان، ندمان أوي
ابتسم «فلاك» وقال بهدوء:
– الندم ده كويس جدا جدا جدا طول ما لسة فيه وقت تصحح اللي خلاك تندم، لكن الندم بيبقى وحش أوي أوي أوي لو الوقت خلص، واحنا لسة قدامنا وقت يا بشير يعني حاجة كويسة، أنا هقولك تعمل ايه بس عايزك أنت اللي تفكر معايا، عايز رغبة منك في الصح
حرك «بشير» رأسه بالإيجاب وقال على الفور:
– بعد ما السنة تخلص الموت بيبقى إزاي؟
ابتسم «فلاك» وقال بسعادة:
– طالما سألت السؤال ده يبقى أنت كدا بتفكر صح، لازم نفكر في نهايتنا الأول علشان نقدر نعيش صح ونعمل للنهاية دي، برافو يا بشير، أنا هجاوبك، تنفيذ قرار الموت بيبقى عن طريق النفي في صحراء بعيدة جدا وطبعا صحراء يعني مفيش مياة ولا زرع ولا أي مظاهر حياة يعني موت لا محالة
نظر له بخوف وهو يفكر لوقت ليقول أخيرا:
– عايز أزور المكان ده
حرك «فلاك» رأسه بالإيجاب وقال بجدية:
– تمام نزوره
نهض «بشير» من مكانه وفرد ذراعه لـ «فلاك» لكي يساعده على النهوض فابتسم الثاني وأعطاه يده ليسحبه وما إن وقف ردد الأول قائلا:
– طب وسهو أعمل معاها ايه؟
ضم «فلاك» شفتيه ونظر إلى الأسفل وهو يقول:
– أنا كنت متردد أقولك ولا لا بس هقولك علشان تبقى واعي للي بيحصل حواليك، سهو اللي دخلها حياتك هو أرديس وهو اللي رتب مقابلتك ليها وعمل كل ده علشان تدخل هنا وتبوظ حياتك وتوصلك للنقطة اللي أنت كنت فيها من لحظات
شعر بالغضب وقال بانفعال واضح:
– ابن الـ… أنا مش هسيبه، هطلقها وهحبسها هي وهو
ربت على كتفه وقال بهدوء شديد:
– مش ده الحل، طلقها وطلعها برا القصر وبرا حياتك وهو مش هتقدر تحبسه لأنه نائب للحاكم اللي هو حكمه أصلا سنة، الحل إنك تقرب من الخير اللي هيحاول هو يمنعك عنه لكن بمجرد ما تبقى حياتك كلها في الهدف اللي جيت علشانه صدقني هتلاقيه اختفى من حياتك ومباقش له وجود ودلوقتي هسيبك تجهز دلوقتي للسفر، اجهز وكلمني هتلاقيني جاهز
حرك رأسه بالإيجاب وتابع «فلاك» وهو يرحل قبل أن يتجه هو لمكان تواجد زوجته في غرفة استقبال الضيوف، كانت كبيرة جدا وبها العديد من الشخصيات المجهولة التي لم يعرفها ووجدها ممتلئة بالألعاب والخمر وسط صوت ضحك مرتفع.
دلف لكن لم يُعطيه أحد اهتمام فصرخ بصوت مرتفع قائلا:
– لما الحاكم يخش مكان تبقوا تقوموا وتحترموه
صُعق الجميع من جرأته وصراخه بهذا الشكل فهم على علم باهتمامه بنزواته وضعف شخصيته. وقفوا جميعًا لتقول «سهو» بغضب:
– من امتى بتيجي هنا، دول أصحابي وأنا معاهم
ابتسم «بشير» وردد بنبرة تحمل التوعد:
– من دلوقتي، فوقت خلاص من غفلتي وشوفت كل حاجة على حقيقتها، أنتي طالق يا سهو ومش عايز أشوف وشك تاني في القصر وكل اللي موجود هنا برا القصر بتاعي يا إما هيكون مصيركم الإعدام
صُعقت «سهو» بسبب ما سمعته وشاهدت رحيل الجميع بسرعة وعلى وجوههم الخوف والقلق إلى أن بقت هي وهو فقط فرددت بعدم تصديق:
– أنت طلقتني يا بشير؟ طلقت مراتك
ابتسم وحرك رأسه بالإيجاب وهو يقول بثقة:
– أيوة يا سهو، أول قرار خدته غلط في حياتي هو إني اتجوزتك وأول قرار صح في حياتي بعد ما فوقت هو إني طلقتك، خلاص يا سهو هترجعي للشارع تاني، حلوة التمثيلية اللي عملتيها أنتي وأرديس عليا بس ملحوقة، انسي بقى حياة القصور والثراء اللي كنتي عايشة فيها، هترجعي فقيرة تاني ومحدش هيقدر يساعدك لأن اللي هيساعدك هيتحكم عليه بالإعدام، ده قانون المدينة وهيتطبق عليكي زي ما بيتطبق على الكل، برا بيتي، اخرجي برا!!!
تركته وركضت إلى الخارج قبل أن يدخل «أرديس» وهو يقول بغضب:
– ايه اللي هببته ده يا بشير؟ أنت اتجننت؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مليونير السنة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى